كيوبيد و الاميرة سايكى حب داائم
--------------------------------------------------------------------------------
من أشهر القصص عن إيروس (كيوبيد) أسطورة حب جميلة بدأت كما سأروي لكم :
كان هناك ملك وكان لديه ثلاث بنات جميلات إلا أن إحدى بناته وتدعى سايكي (ومعنى اسمها روح ) كانت أشد جمالا وفتنة من شقيقتيها والواقع أن جمالها فاق كل وصف حتى كأن جمال أفروديت ربة الحب والجمال تجسد في هذه البشرية الفانية حتى أن الرجال عبدوا سايكي بدلا من أن يراودوها عن نفسها كانوا ينظرون لجمالها الخلاب بإجلال و أحبوها لدرجة العبادة وبلغت شهرتها الأفاق وتوافد الناس من البلدان القريبة والبعيدة ليشهدوا هذه الأعجوبة النادرة..
نتيجة لذلك أصبحت أضرحة أفروديت ومعابدها فارغة وأهملت مهرجاناتها ..وانصرف الناس عن عبادة أفروديت ليعبدوا الأميرة الجميلة سايكي فكانوا ينثرون الزهور في طريقها واسبغوا عليها الألقاب التي كانوا يخاطبون بها أفروديت ..
استنكرت الآلهة هذا الوضع إذ كيف يمكن لفانية تعيش على الأرض وتمشي على الطين أن تكرم وتقدس لتصل لمرتبة الآلهة !!!!!!!!!!!!!!!
بالنسبة لأفروديت فقد شعرت بالذل والمهانة ....والغيرة التي بلغت أعظم مبلغ ..أمّا غضبها فقد فاق كل وصف ....
في ذلك الوقت كانت سايكي تشعر بالبؤس والحزن لأن الرجال كانوا ينظرون لجمالها ويتأملونها مذهولين من روعتها ووقعوا في حبها إنما لدرجة التقديس دون أن يجروء أحد على طلب يدها للزواج في الوقت الذي تزوجت فيه كل واحدة من شقيقتيها ملكا من الملوك بقيت هي وحيدة يصنع الناس لها التماثيل ويعبدونها وباتت سايكي تكره جمالها الذي شعرت بأنه نقمة عليها لا نعمة...
وأخيرا قررت أفروديت وضع حد لما تشعر به من غضب وغيرة واستدعت إبنها العزيز إيروس وأثارت في قلبه العداء والكراهية تجاه سايكي ووضحت له ما ستؤول اليه الأمور بعد إنصراف الناس عن عبادة أمه الى تلك البشرية التعسة ..وأمرت أفروديت إيروس بأن يلقي بسهم من سهام الحب على تلك الفتاة وعلى أسوء نموذج من الجنس البشري على الأرض ..يجب أن يجعل سايكي تقع في حب رجل يكون سبباً لذلّها ومهانتها بين الناس ..
وانطلق إيروس وهو يتميز من الغيظ ويغلي من شدة الغضب قاصدا قصر الملك ومضى في طريق حفت بالورود وعبقت بأريج البنفسج دون أن يلتفت أو يأبه بجمال الطبيعة تحت ضوء القمر لأن قلبه الصغير كان ممتلئا بالكراهية نحو سايكي التي لم يتعرف إليها ولم يرها من قبل ...
أخيرا وصل إيروس الى قصر الملك وتسلل الى مخدع سايكي وهي غارقة في النوم ولكنه وقبل أن يلقي سهمه عليها جرح نفسه بالسهم فكان أن نظر إليها وسرعان ما وقع في حبها وهواها فتأمل ملامحها ووجهها الملائكي ..ثم طار مبتعدا عن القصر دون أن يمس الفتاة بأذى غير مبال بسخط أمه فينوس وغضبها
بعد ذلك بفترة من الزمن كان قلق الملك مما يحدث مع ابنته من عبادة الناس لها و عزوف الرجال عن خطبتها يثير مخاوفه و ذلك لأنه أكيد من أن هذا السلوك الغريب سيجر عليهم غضب الآلهة وسخطها ...فتوجه الى معبد أبولو وراح يدعو ويصلي وهناك جاءه الأمر بأنه وحتى ترضى الآلهة يجب أن تؤخذ سايكي الى قمة جبل وهناك ستتزوج وحشا مريعاً...
وبقلب يتفطر من الحزن أضطر الملك لتنفيذ أوامر الآلهة ...فجهز موكبا سار بالفتاة سايكي الى قمة الجبل كان الموكب على أي حال يبدو كموكب جنازة أكثر من موكب زفاف..وتركت الفتاة وحدها هناك تبكي وترتعد ....
لم يتحمل إيروس ما يحدث لحبيبته فطلب من صديقه زيفيروس إله الريح الغربية أن يحملها من الجبل إلى جزيرة أعد إيروس بها مكانا لسايكي..
ودهشت سايكي حين رأت طيفا نورانيا يظهر لها ثم يحملها بيديه ويطير بها إلى جزيرة ثم يبتسم لها ويتركها هناك ويرحل ....
مشت سايكي وكانت تشاهد حولها أجمل المناظر الطبيعية وأخيرا شاهدت قصرا بديعاً لا يمكن غلا أن يكون قصر إله وما إن دنت منه حتى فتحت بوابة السور الكبرى على مصراعيها وامتدت منها أذرع نورانية تصافحها وانبرت أصوات موسيقية رقيقة تحتفي بها وتحييها ..
وكانت سايكي تفرك عينيها مندهشة ..وتعجبت من الصور المرسومة على الجدران كلما توقفت عند صورة دبت بها الحياة وتحركت تحييها وتنحني لها..وكانت التماثيل المصنوعة من المرمر والموجودة في زوايا الغرف وأوساط الردهات وفي الحديقة تدب فيها الحياة أيضا فتتحرك أذرعها وتومئ رؤوسها للفتاة.......
وأما العنادل فكانت تهتف لها وترجوها أن تتلبث فتسمعها أنشودة الخلد ولولا العجلة لوقفت سايكي عند كل واحد لتسمع غناءه الحلو ...
وشاهدت في القصر العديد من العجائب وعندما غربت الشمس سمعت صوتا يدعوها بأن تنتظر في غرفة حتى يجهز حمّامها ومأدبة زفافها............
بعد انتهاء مأدبة الزفاف جلست سايكي في غرفة نوم بديعة ولكنها لم تتمكن من النوم وبقيت مستيقظة وسط الظلام ..وفجأة سمعت الباب يفتح وصوت خطوات خفيفة تقترب منها وسمعت من يلقي عليها التحية بأعذب وأرق صوت .......
عرفت سايكي بأنه زوجها ولكنها لم تتمكن من رؤية وجهه وبينما راح إيروس يهمس لها بلطف إرتفع ليجلس معها على الفراش وبعد أن نَكحَها زوجها تَركَها مباشرةً قبل الفجر دون أن يسمح لها بالتّعرف إلى هويته ودون أن ترى وجهه
وبهذه الطريقة أصبح يزورها كل ليلة ..وبقيت شخصيته مجهولة بالنسبة لسايكي إلا أنها ومع الوقت باتت تحبه
وفي إحدى الليالي طلبت منه أن يسمح لها بأن ترى وجهه فكان جوابه : لدي أسبابي التي تدفعني لإخفاء مظهري . لماذا تتمنين أن تنظري إلي هل لديك شك في حبي لك ؟ أم لديك أمنية أخرى غير مجابة ؟ إذا رأيتني كيف أبدوا ربما ستخافينني وربما ستعشقينني !!!
كل ما أطلبه منك هو أن تحبيني.
خجلت سايكي من نفسها وقالت له :يكفيني أنك تحبني بشكل طبيعي ولم تفعل مثل باقي الرجال الذين أحبوني كإله .
ومنذ تلك الليلة عاشت سايكي سعيدة وقانعة دون أن ترى وجه زوجها .
في ذلك الوقت كان والد سايكي الملك يظن بأن ابنته الحبيبة سايكي قد قتلت على يد الوحش وراح يبكي ابنته ليل نهار وشعرت أخواتها بالحزن فعدن لقصر أبيهن لمواساته وأيضا للبحث عن شقيقتهن فربما كانت على قيد الحياة ولكن دون جدوى فلم يعثروا لها على أثر
وكانت أخبارهم تصل لسايكي فطلبت من زوجها إيروس أن يسمح لها بأن تلتقي عائلتها و تطمئنهم على أخبارها..إلا أنه رفض وقال لها : إن عليها أن لا تلتفت إلى عائلتها لأنها إن فعلت ستجلب الخراب والدمار لهذا القصر ، أذعنت سايكي لزوجها ولكن عندما غادرها قبيل الفجر وبقيت وحدها بدأت تشعر بأنها سجينة في هذا القصر وأنّها حرمت حتى التخفيف عن عائلتها وطمأنتهم عليها كما أنها لم تعرف من هو زوجها حتى الآن فتملك الحزن قلبها .
عندما جاء إيروس إلى مخدعها في الليل وجدها تبكي وقالت له : سأموت إن لم تسمح لي بأن أرى أخواتي العزيزات مرة أخرى .
نظر إليها إيروس ثم أجابها قائلا : إن أخواتك نساء شريرات وإن صممت على اكتشاف هذه الحقيقة بنفسك فستدمرين سعادتنا وتجلبين لنا البؤس والشقاء .
قالت له سايكي والدموع في عينيها : أنت روحي وسأشكرك دائما على كل ما فعلته لأجلي وعلى الأوقات الرائعة التي قضيناها معا ولا شيء سيفرق بيننا .
لم يتحمل إيروس رؤية سايكي حزينة باكية فوافق في نهاية الأمر بتردد ووعد بأن يرتب أمر زيارة شقيقاتها لها ......وكالعادة اختفى قبل شروق الشمس .
طلب إيروس من صديقه زيفيروس إله الريح الغربية المساعدة فحمل زيفيروس أخوات سايكي وحملهم إلى القصر. وهناك استقبلتهم سايكي بفرح كبير وعانقت شقيقتيها بشوق وجالت بهما في أنحاء القصر وأدخلتهما (هيكل الحب ) كما اتفقت وحبيبها على أن يسميا المخدع وهناك قصّت عليهما كل ما حدث معها منذ تركت في الجبل وحتى هذه اللحظة . وكما توقع إيروس بداء الحسد ومشاعر الغيرة تنهش قلب الأختين وباتت كل واحدة من الأختين تفكر بأنها تزوجت بشحاذ لا بملك وان قصورهم هي بيوت رثّة كل ذلك بالمقارنة مع ما تعيش فيه أختهما سايكي فهو لا يبدوا إلا كقصر إله فلا يوجد ملك على الأرض يملك هكذا قصر وهكذا حدائق شعرت الأختان بالكره تجاه سايكي وأضمرتا الشر بينما منحتهما سايكي الهدايا طالبة منهما أن لا يذكرا مصدرها ابدآ وأن لا يعلم أحد أنها على قيد الحياة .
كان إيروس يشعر باقتراب عاصفة نحو حياته الزوجية السعيدة مع سايكي لذلك عندما زارها تلك الليلة كرر تحذيرها من شقيقاتها وطلب منها أن لا تذكر شيئا عنه أمامهن وأن لا تثق بهم وكما في كل مرة اختفى قبل الشروق .
في زيارة شقيقتيها التالية بدأت الأخوات في بث الشك والخوف في قلب سايكي نحو زوجها وذكّرنها بما حدث مع والدها في معبد أبوللو وقلن لها : كيف تطمئنين إلى هذا الحبيب يا أختاه ألا تخافين أن يكون غولا أو وحشا مخيفاً ؟ لماذا إذن يأبى عليك أن تنظري إليه ؟
أليس يخشى أن تفزعي منه إذا رأيته على حقيقته .أيغرك منه كلامه الناعم الموشى ؟
سمعنا الناس في وادي قريب يتهامسون بأن زوجك ثعبان بشع وهو يطعمك ويغذيك حتى تصبحي جاهزة ليفترسك لا يا أختاه ! نحن نخشى أن يقتلك يوما فلا بد أن تأخذي حذرك منه. لا بد أن تنتهزي فرصة يكون غارقا في نوم عميق فتوقدي المصباح وتنظري إليه فإن كان وحشا فإليك هذا الخنجر فأغمديه في قلبه واستريحي منه وعودي معنا إلى أبيك الملك فإنه جد مشتاق إليك ..
إمتلاء قلب سايكي بالشك والخوف وصممت على تنفيذ نصيحة أخواتها فلما كان الليل وغفا الحبيب الصغير مما ألم به من سكرة الحب فنهضت سايكي إلى مصباحها فأوقدته والى الخنجر فشرعته وذهبت تنظر إلى العاشق البريء ، لكن لم تكن هناك حاجة للسكين فلم يكن النائم وحشا مخيفا أو أفعى سامة بل كان هناك إله حلو وجميل نائم بلطف ..
لم تتمكن سايكي من التوقف عن التحديق والتأمل بجماله نظرت لشعره الذهبي والذي ينساب على عنقه الأبيض كالثلج وجناحان نديان ناصعان في بياضهما وخدّان بلون الورد الزهري ثم تفحصت أسلحته و سحبت سهما من سهام الحب فوخزها في إصبعها عندها ذاقت من ذات الكأس التي شرب منها إيروس حين جرح بسهم الحب حين رآها أول مرة وشعرت سايكي بأنها تعشق زوجها بجنون ودون أن تشعر وبينما تحدق بإيروس أرخت يدها ليسقط زيت المصباح الساخن على كتف إيروس الذي ما إن فتح عينيه ورآها تنظر إليه والخنجر في يدها حتى رفرف بجناحيه ليطير فتعلقت سايكي بساقه
فأنزلها إلى الأرض وقال لها : سايكي أيتها الحمقاء أهكذا تعيدين لي حبي ، بعد أن عصيت أمي أفروديت ووقعت في حبك وجعلتك زوجتي ، عودي لأخواتك اللاتي سمعت نصائحهن أنا لن أوقع عليك أي عقاب ولكنّي سأتركك إلى الأبد فالحب لا يعيش أبدا مع الشك.........ثم طار بعيدا جداً .
بكت سايكي بحرقة ونظرت حولها لتجد أن القصر والحدائق اختفت وهي بقيت وحدها في العراء ثم فكرت بأنها وقعت ضحية مكيدة أعدتها أخواتها فقررت أن تنتقم ممن دمروا سعادتها .........
توجهت سايكي إلى قصر أختها الكبرى وهناك أخبرتها بأنها لم تجد في فراشها وحشا بل كان إيروس ، وأن إيروس ظنها تحاول قتله وقال بأنها امرأة شريرة لذلك هو ينوي أن يطلقها ليتزوج بأختها الكبرى...بالطبع طارت الأخت الكبرى من الفرح بسبب هذه الأنباء ولم تكترث لحزن سايكي بل أسرعت تستأذن زوجها بالسفر لزيارة والدها ثم توجهت إلى الجبل تنادي إيروس والريح الغربية وألقت بنفسها من الجبل ظنّا منها أن الريح الغربية ستحملها إلى حيث إيروس إلا أن هذا لم يحدث ووقعت من أعلى الجبل وتحطمت عظامها على الصخور وماتت . وكان هذا أيضا مصير الأخت الثانية التي توجهت لها سايكي وروت لها ذات القصة وهكذا أتمت سايكي انتقامها.
عادت سايكي إلى حيث كان القصر وبقيت هناك أياما تنظر أن يعود زوجها ولكن دون جدوى حتى حطم اليأس والحزن قلبها وفكرت بأنها لا تستطيع الحياة دون حبيبها إيروس فقررت أن تضع حدا لبؤسها بإنهاء حياتها فقامت بإلقاء نفسها في النهر إلا أن إله النهر أشفق عليها فأنقذها وأخرجها من الماء بعد أن كادت تموت فكرت سايكي أن عليها أن تبحث عن إيروس بدلا من أن تشعر باليأس وهكذا بدأت رحلة بحثها عن إيروس ومضت الأيام والأسابيع طويلة دون أن تسمع أو تعلم عنه أي خبر ولم يساعدها أي أحد حتى وصلت في أحد الأيام إلى معبد وعندما دخلت إليه وجدت الفوضى تعم المكان وهي بطبيعة الحال لا تحب الفوضى فقامت بترتيب المكان لتجد أمامها إحدى الآلهة ..إنها ديميتر وهذا معبدها (تذكرون ديميتر التي تحدثنا عنها حين خطفت ابنتها برسيفوني) شعرت ديميتر بالرضا لما قامت به سايكي في معبدها وأشفقت على الفتاة وأخبرتها أن إيروس مريض ولا سبيل للوصول إليه إلا عبر أمه أفروديت ونصحتها أن تذهب إلى أفروديت وتكون في خدمتها وتقدم لها فروض الولاء والطاعة علّها ترضى عنها وتجمعها بإيروس مرة أخرى كانت سايكي خائفة فهي لا تعلم ما قد تفعله بها أفروديت ..ربما ستقتلها ...ولكن سرعان ما أبعدت سايكي عنها هذه الأفكار فهي ستفعل أي شيء لتستعيد حبيبها إيروس ولو خاطرت بحياتها في سبيل ذلك .
وأخيرا وصلت سايكي لمعبد أفروديت وهناك كانت سعادة أفروديت عظيمة فهاهي غريمتها أمامها ذليلة وقد حانت لحظة الانتقام .........
أدخلت أفروديت سايكي في خدمتها ثم أخذتها إلى مخزن مليء بالحبوب المتنوعة والمختلطة وأمرتها بأن تقوم بفصل كل نوع من الحبوب على حده ويجب أن تتم عملها قبل المساء ، نظرت سايكي بيأس إلى الحبوب فهي كثيرة وصغيرة ومن المستحيل أن تقوم بترتيب كل نوع على حدة قبل المساء !!!!!!!!!!!
أشفقت نملة على سايكي وطلبت من رفاقها النمل المساعدة وبالفعل قام النمل بترتيب الحبوب وعندما عادت أفروديت في المساء غضبت حين رأت الحبوب مرتبة وقالت : من المستحيل أن تكوني قد أنجزت المهمة وحدك لا بد أن أحدهم قد ساعدك ، (في رواية أخرى جاء فيها أن إيروس رغم مرضه كان يعلم بكل ما يحدث فكان هو من طلب من النمل أن يساعدوا سايكي )
في صباح اليوم التالي أمرت أفروديت سايكي أن تتوجه إلى حقل به خراف ذهبية ويجب أن تجلب لها بعض الصوف الذهبي ، فذهبت سايكي إلى الحقل وهناك شاهدها إله النهر مرة أخرى فأخبرها أن تلك الخراف شريرة وقوية وأنها ستقتل إن اقتربت منها ولكن عليها أن تنتظر للمساء حين تغرب الشمس وتذهب الخراف إلى الجانب الأخر للحقل عندها يمكنها أن تجمع الصوف الذي علق بفروع الأشجار والنباتات ونفذت سايكي نصيحة إله النهر وغضبت أفروديت لنجاح سايكي في مهمتها وأمرتها أن تحضر في اليوم التالي بعض الماء من النهر المقدس وكانت مهمة خطيرة إذ أن المكان مرتفع ومحروس بالثعابين الضخمة ولكن هذه المرة قام نسر بمساعدة سايكي وأحضر الماء لها وبالطبع لا يمكن وصف غيظ أفروديت وغضبها هذه المرة فلا شك لديها أن هناك من يساعد سايكي فلا يمكن لمخلوقة فانية وضعيفة أن تنجز وحدها المهمات المستحيلة التي أوكلتها إليها ......
وأخيرا خطرت فكرة لأفروديت ..نعم سترسلها إلى عالم الموتى حيث لا يمكنها العودة أبداً
أخبرت افروديت سايكي بأنها مجهدة من العناية بإبنها المريض إيروس والذي مرض بسبب سايكي ونتيجة لتعبها وإرهاقها فقد فقدت بعض جمالها لذلك أمرت سايكي أن تذهب إلى هدز (العالم السفلي) وتطلب من برسفوني أن تعطيها القليل من جمالها في صندوق صغير (طبعا تذكرون برسيفوني إبنة ديمتر)
لم تعرف سايكي كيف تصل إلى هناك الطريقة الوحيدة هي أنها يجب أن تموت لتصل للعالم السفلي ..
صعدت سايكي إلى أعلى برج وقررت أن تلقي بنفسها ولكن البرج تكلم و أخبرها عن طريقة أخرى لعالم الموتى حيث لن تضطر إلى قتل نفسها لتصل إلى هناك ولكن عليها أن تواجه الكلب ذو الثلاثة رؤوس الذي يحرس مدخل هدز ولتتمكن من ذلك عليها أن تأخذ معها قطع شعير مغموسة في العسل ثم عليها أن تلتقي شارون ( Charon ) الذي ينقل الموتى إلى العالم السفلي عبر النهر وحتى تقنعه بنقلها إلى هناك عليها أن تأخذ معها قطعتان نقديتان واحده للذهاب والأخرى للعودة لأنه جشع جدا وحين تصل إلى هناك عليها أن لا تشفق على أحد الموتى هناك و أن لا تأخذ أحد معها على القارب ثم عليها أن لا تقبل أي شيء من برسفوني ماعدا الصندوق لأنها قد تبقيها للأبد في عالم الموتى وأخبرها بجميع ما ستواجهه من أخطار وكيف تتغلب عليها وأن عليها أن لا تفتح ابدآ الصندوق الذي ستحمله لأفروديت ونفذت سايكي جميع النصائح وتجاوزت الكلب وعبرت النهر مع شارون
وفعلت كل ما طلب منها حتى حصلت على الصندوق من برسيفوني وعادت لسطح الأرض
هناك أخذت سايكي تفكر وتقول لنفسها : لقد واجهت الكثير من الصعاب وفي النهاية أفروديت ستأخذ كل الجمال الموجود في الصندوق لنفسها .. لما لا ألقي نظرة وأخذ القليل مما في الصندوق لنفسي عندها سيراني إيروس أجمل مما أنا عليه .
وفتحت سايكي الصندوق ولكنها ما إن فعلت حتى خرج شيء من الصندوق جعلها تنام وكانت الحياة تخرج من جسدها ببطء ..............
إيروس أدرك مقدار حب سايكي له وغفر لها ثم لم يستطع البقاء ساكنا فيما حبيبته تموت فهرب من غرفته التي سجنته أمه بها ثم طار إلى حيث سايكي حيث أخرج من جسدها النوم وجمعه في الصندوق ثم أغلقه عليه
وبعد ذلك وخزها بخفة بأحد أسهمه وعندما استيقظت سايكي ابتسم وقال لها : لقد أنجزت كل ما طلبته منك أمي فاتركي الباقي لي .
طار إيروس إلى الأوليمب والتقى زيوس كبير الآلهة وتوسل إليه بأن يسمح له بالزواج من سايكي لأن أمه أفروديت غير موافقة . فكر زيوس بأنه قد اكتفى من مقالب إيروس الذي لا تسلم الآلهة من سهامه ولا حتى هو كبير الآلهة .........لذلك إن وافق على زواج إيروس و سايكي سيكون إيروس ممتنّاً له وسيسلم قلبه المقدس من سهام إيروس ومقالبه .
أسرع زيوس يدعو لاجتماع الآلهة وأبلغهم أنه تمت الموافقة على زواج إيروس وسايكي وأمر هرمس أن يأتي بسايكي ونفذ هرمس الأمر وأحضرها إلى جبل الأوليمب وهناك قدم لها كأس وطلب أن تشرب محتوياته وعندما شربت سايكي ما في الكأس أصبحت خالدة ومن الآلهة وقبلت أفروديت أن تزوّجها من إيروس
وهكذا إتّحدت سايكي و إيروس إلى الأبد وأنجبا فيما بعد إبنة أسمياها Pleasure
سايكي دائما ما تصور وهي تملك أجنحة فراشة
سوري يا جماعه هى طويله شويه بس حلوة اوى